Page 8 - web
P. 8
أخبار الجامعة ومناشطها تغطية خاصة لفعاليات ندوة «تجنيد الأطفال في مناطق الصراع» -ملخص أوارق المتحدثين
ورقة حول الجلسة الرابعة
الأطفال الذين تجندهم وتستغلهم الجماعات الإرهابية
والجماعات المتطرفة العنيفة :دور نظام العدالة
التحديات القديمة والجديدة علي يونس
إن اســـتخدام الأطفـــال فـــي الأعمال العدائية ليـــس ظاهرة جديدة .ومنـــذ قرابة ۲۰عا ًمـــا ،وجه التقرير
المتعلـــق بأثر النزاع المســـلح على الأطفـــال الذي أعدته الخبيرة المكلفة مـــن الأمين العام ،المعروف المستشار الإقليمي لمكافحة الإرهاب
باســـم (تقرير ماشـــيل) انتباه المجتمع الدولي إلـــى نطاق ونتائج ظاهرة تجنيد الأطفال واســـتخدامهم مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات
مـــن قبـــل القـــوات المســـلحة والجماعات المســـلحة .وحتى اليـــوم ،فإن النســـبة الكبـــرى من حالات
تجنيـــد الأطفـــال تحدث في حـــالات النـــزاع ،رغم أن ارتـــكاب هذه الانتهـــاكات الخطيرة ضـــد الأطفال
لا ينحصـــر أبـــ ًدا في الجماعـــات الإرهابيـــة والجماعات المتطرفـــة العنيفة .ويفرض ضلـــوع الجماعات
الإرهابيـــة والجماعـــات المتطرفـــة العنيفـــة في ذلك العديد مـــن التحديات الجديـــدة على الدول.
وأول هـــذه التحديـــات أن الوقايـــة ازدادت تعقي ًدا بشـــكل خاص ،كمـــا يتضح من الأســـاليب المبتكرة
للدعايـــة والتجنيـــد التي تســـتخدمها هذه الجماعات تحدي ًدا .ويشـــكل ذلك شـــاغ ًل رئي ًســـا فيما يتعلق
بالجهـــود التـــي ترمـــي إلـــى مواجهة التهديـــد الأمني بفاعليـــة مع الحد مـــن إيذاء هـــؤلاء الأطفال في
الوقت نفسه.
والتحـــدي الثانـــي هو أن عـــد ًدا متزاي ًدا من الأطفـــال يصبح مـــن المتعاملين مع الســـلطات الوطنية،
ولا ســـيما ســـلطات العدالة ،بســـبب ارتباط هؤلاء الأطفال بأنشـــطة متصلة بالإرهاب ومصنفة في
القانـــون الدولـــي والوطنـــي بوصفهـــا جرائم خطيـــرة .وفي هذا الســـياق ،فإن المســـائل التـــي يتعين
التصـــدي لهـــا تتراوح بيـــن الإطار القانونـــي الدولي الواجـــب التطبيق على هـــؤلاء الأطفال ووضعهم
القانونـــي والســـلطات المختصـــة بالتعامـــل معهم وإجراءات التعامـــل .ومن الشـــائع أن يعامل هؤلاء
الأطفـــال باعتبارهـــم خطـــ ًرا أمن ًيا ،ومـــن ثم يصبحون عرضـــة لانتهاك حقوقهـــم مرة أخرى.
أمـــا التحـــدي الأخيـــر ،فهو غياب التفاهم بشـــأن تدابيـــر إعادة التأهيـــل وإعادة الإدماج التـــي يمكن أن
تعالـــج بفاعليـــة الوصمـــة الخاصـــة المرتبطـــة بالإرهـــاب ،وتراعي في الوقت نفســـه العنف الشـــديد
الـــذي يتســـم بـــه تجنيـــد الأطفـــال واســـتغلالهم على الـــدوام .وفي هـــذا الســـياق أي ًضا ،هنـــاك تح ٍد
رئيـــس يتمثـــل في كيفيـــة تطبيق الدروس المســـتفادة مـــن إعادة إدمـــاج الأطفال الذين اســـتخدموا
فـــي حالات النـــزاع ومعالجة المســـائل المحـــددة المتصلـــة بالإرهاب.
الإرهابيـــة والجماعات المتطرفـــة العنيفة يتحمـــل مســـؤوليات متعلقـــة بحمايـــة دور نظام العدالة
يصبـــح متعامـــ ًا مع نظـــام العدالـــة ،فإن الأطفـــال ،فإنـــه يـــؤدي دو ًرا حاســـ ًما في لكـــي يتســـنى معالجـــة ظاهـــرة الأطفـــال
العناصـــر الفاعلـــة فـــي داخل هـــذا النظام الذيـــن تجندهـــم وتســـتغلهم الجماعـــات
تكـــون عـــادة هـــي أول المتعامليـــن مـــع هـــذا الصدد. الإرهابية والجماعـــات المتطرفة العنيفة،
هـــؤلاء الأطفـــال .ولذلك ،تقـــع على هذه ولا تقتصـــر أهميـــة نظـــام العدالـــة فقط وهـــي ظاهـــرة تتســـم بشـــدة التعقيـــد
العناصـــر مســـؤولية لا يمكـــن إنكارها في علـــى دوره في إنهاء الإفـــات من العقاب وتعـــدد الجوانـــب ،لا بـــد مـــن الاعتمـــاد
حماية حقوق الطفـــل واحترامها وإعمالها، وكفالـــة آليـــات المســـاءلة ،وإنمـــا يـــؤدي علـــى الجهـــود المنســـقة التـــي تضطلـــع
ومنـــع تحويلهـــم إلـــى ضحايـــا مـــرة أخرى، أي ًضـــا دو ًرا لا غنـــى عنه في تعزيـــز التدابير بها شـــتى العناصر الفاعلة والمؤسســـات
واتخـــاذ إجـــراءات لضمـــان قيـــام النظـــم الوقائيـــة لمكافحة العنف ضـــد الأطفال. التـــي تنتمـــي لمختلـــف النظـــم .وحتى إن
الأخـــرى (أي نظم حمايـــة الطفل والصحة، وفـــي حين أنه تلزم الإشـــارة إلـــى أنه ليس لـــم يكن نظـــام العدالـــة هو الوحيـــد الذي
كل طفـــل تجنـــده وتســـتغله الجماعـــات